السبت، 9 أكتوبر 2010

الحقائق العلمية الأساسية لعمليات تلوين الشعر بالصبغات

الحقائق العلمية الأساسية
لعمليات تلوين الشعر بالصبغات الكيميائية
ومحاذير استعمالها
قبل الدخول في معالجة هذا الموضوع الفائق التعقيد لوفرة التعقيدات الداخلة في عناصر هذا الإجراء "التلويني" العالي الأهمية لارتباطه المباشر بالصحة الجسدية الفردية وليس بصحة الشعر فقط.... ولشيوع استعمال هذه الصبغات بشكل واسع وخطير، من غير انتباه الجهات الحكومية المسؤولة عن حماية المستهلك... ومن غير علم المهنيين الذين يروجون أو يطبقون هذه الصبغات على رؤوس الراغبات بتغيير لون الشعر أو بتغطية للشيب عند كلا الجنسين... والذي يراه الناس بسيطاً للغاية لأنهم لا يعرفون عنه إلا الألوان الجميلة الجاذبة...
أود أن أبين بأنني لست أحاول التأثير على أذواق الناس فيما يراه كل منهم مناسباً لرغبته في مظهره... وليس لي موقف تجاه من يسير شرقاً، غرباً، شمالاً أو جنوباً... فلكل حريته في وجهته كيفما شاء... إنما كل همي أن يعرف الناس حقيقة ما يجب أن يعرفوه لأجل صحتهم، قبل خطوتهم الأولى بأي اتجاه رغبوا...
والواقع يدعوني لأقول بأن ألوان الطبيعة لم تعد تكفي أذواق الناس... وكأن الشعر الأسود لسمراء عربية بات حكماً عليها بأنها ليست بسيدة عصرية... وكأن الأشقر الذهبي أو الرمادي أو البنفسجي أو النحاسي الأصهب من ألوان الافتخار ولذوات المراتب الاجتماعية المرتفعة !!... ولأصحاب هذه الاعتقادات أتوجه قائلاً إنها بدعة الموضة... التي أصبحت تتربع فوق الصحة والسلامة اليوم...
وصناعة الموضة المتبدلة دوماً تجارة رائجة ومربحة... وأسواقنا العربية استهلاكية من الدرجة الأولى لها... ويا ليت كان الثمن مادياً فحسب... فالصحة تدفع من رصيدها أيضاً...
وعلى ما نشهد ونرى فإنه في شرقنا العربي... أتباع لهذه الموضة على ما يرونه منها في وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة... لكن وللأسف من دون أدنى تعمق أو تكليف خاطر بدراسة واعية ومدركة لماهية ما يختفي وراء ذاك المظهر الاصطناعي البراق الظاهر حالاً على الشعر من أسرار قاتمة قد تنعكس سلباً على الجسم لاحقاً... وقد لا تظهر إلا بعد سنوات من الاستعمال المتواصل أو المتقطع لهذه الصبغات...
فصبغات الشعر ولما لها من خطورة ومن تأثيرات جانبية على صحة مستعمليها يخضع استعمالها لقوانين وتشريعات ورقابات صارمة في الدول المتقدمة...
ومهنة التزيين النسائي باتت من المهن المصنفة... وممارستها تحتاج إلى إذن مزاولة هذه المهنة صادر عن وزارة الصحة العامة... من بعد علم واختصاص لسنتين أو ثلاث من دراسة منهجية لازمة لعلوم الكيمياء والفيزياء والأحياء والصحة وتشريح الجلد وأمراضه... قبل وبالإضافة إلى دراسة علوم وتقنيات التزيين النسائي بكل سلبياته وإيجابياته وحدوده ومحاذيره... ومن بعد النجاح في الامتحانات الرسمية النظرية والتطبيقية التي تخولهم لنيل الشهادات الرسمية بهذا الاختصاص...
وفي غير بلدان... الحبل متروك على غاربه... فلا علم ولا اختصاص ولا ثقافة حتى عند ذوي وذوات هذه المهنة... اللهم إلا مجرد خبرة مكتسبة وموروثة عن غير ذي علم... وهنا لب المشكلة وأساس مصائبها... ولو أضفنا إليها جهل النساء، كما المزينين!!، لما يوضع على رؤوسهن من قنابل كيميائية موقوتة قد تظهر آثارها السيئة بعد أيام أو أسابيع أو أعوام...!! وعدم اكتراثهم أصلاً إلا باللون الجديد الذي سيلمع من على تاج جمالهن... فالمصائب تصبح أكبر وأعظم..
- تتوفر "الصبغات الكيميائية" في الأسواق على شكل كريم أو هلام (جل) أو زيت أو شامبو أو مُستحلَب سائل.
- تعرف هذه الصبغات بالصبغات العضوية لأنها تتكون من مواد كيميائية عضوية ولتفريقها عن الصبغات المعدنية التي كانت تستعمل سابقاً...
- يمكن تصنيف الصبغات العضوية إلى تصنيفات كبرى ثلاث:
الصبغات الدائمة أو الصبغات بالأكسدة
الأكثر رواجاً واستعمالاً، تمتاز بفعاليتها، ثباتها وبقائها على الشعر لوقت غير محدود. وهي قادرة على تحسين أو تغيير اللون الطبيعي أو الاصطناعي للشعر وإعطائه:
- إما لون أدكن من الموجود
- إما لون أفتح من اللون الموجود
- إما نفس اللون الموجود (ton sur ton)
- تغطية الشعر الأبيض
- إضافة ظل أو بريق، كلاسيكي أو مع الموضة
- تفتيح أو تعميق بعض الخصل لعدة درجات لونية …
- لحظة الاستعمال، تخلط مع المؤكسد (ماء الأكسجين) بعيار 10 أو 20 أو 30 حجم (أي ما يعادل: 3 أو 6 أو 9 %).
الصبغة النصف-دائمة
فعالة لكن لا تدوم طويلاً من 4 إلى 6 حمامات. وهي تسمح:
- بإضفاء ظلال على الشعر الطبيعي، المصبوغ، المُنَصَّل؛
- تغطية عابرة للشعر الأبيض بنسبة قليلة؛
- إضفاء ظل على الشعر الأبيض
الصبغة المؤقتة أو العابرة
فعالة لكن لوقت محدد جداً، تزول من شامبوان واحد تسمح:
- بتغيير طفيف للون الشعر الطبيعي، المصبوغ أو المُنَصَّل.
- إضفاء ظلال على الشعر الأبيض.
الأكثر استعمالاً إذن الصبغات الدائمة أو الصبغات بالأكسدة والتي تطبق في الصالونات أو المنازل على السواء:
نظرياً، الأمر يبدو بسيطاً: فمن بعد النفاذ عبر قشيرة الشعرة، التي تزداد مساميتها تحت تأثير الرطوبة والقلوية، مشتقات كروية جزيئاتها دقيقة جداً (أقل من 6 أنغِستروم: أنغستروم Ao = وحدة طول تساوي واحداً من عشرة آلاف من الميكرون / الميكرون = واحداً من ألف من المليمتر.) تتأكسد مُشَكِلةً جزئيات مصبوغة وصابغة داخل ساق الشعرة نفسه.
عملياً، الأمر ليس بهذه البساطة: فمستحضر الصبغة يتألف من تركيبة دقيقة التعقيد والتوازن تنتج، من بعد أكسدتها (بماء الأكسجين عادةً، المعدلة سرعته بمضادات التأكسج)، صبغاً، يعني بالمعنى الدقيق والتقني للكلمة: جزيء مُلَوَّن وقادر، في ذات الوقت، على نقل لونه إلى أساس آخر قابل للتلقي والتأثر، (هنا كيراتين القشرة الشعرية).
كما أنه لا يمكن الحصول على نتائج عملية جيدة إلا إذا تم الجمع، بشكل دقيق ومدروس، لعدة أنواع من الجزئيات العضوية:
- مولدات أساسية للصبغ:
(chromogènes primaires) (primary dye (fotming) intermediate
):
وهي جزئيات لا لون لها أصلاً، لكن المادة المؤكسدة تلعب دورها في تحويل هذه الجزئيات إلى صبغ.
- مولدات ثانوية للصبغ:
(chromogènes secondaires ou coupleurs) (secondary intermediate,color coupler):
التجربة أثبتت الضرورة الحتمية لإضافة هذه المولدات الثانوية بغية تحسين، وأحياناً بعمق، اللون الحاصل مع المولدات الأساسية للصبغ.
- ملونات مباشرة colorant direct:
جزئيات صبغية مكونة سلفاً وقادرة على إعطاء الصبغ الذي تحمله (دون الحاجة إلى المؤكسد)، وهي تلعب دوراً هاماً على صعيد الظلال النهائية للون.
- مضاد للتأكسد، مبطيء لسير عملية التأكسد، ومثبت للون النهائي؛
- أمونياك؛
- سَواغ لحمل العناصر الأساسية (خليط من زيوت، دهون وشموع طبيعية وأو صنعية + ماء + مواد مستحلبة)؛ عطر، وزوائد أخرى لتلطيف آثار الصبغة على الشعر والجلد (مشتقات بروتينية مثلاً).
- تمتاز هذه الصبغات بفعاليتها، ثباتها وبقائها على الشعر لوقت غير محدود. وهي قادرة على تلوين الشعر الطبيعي أو المصبوغ أو المُنَصَّل بجميع الدرجات اللونية وكافة الظلال كما تعمل على تغطية تامة للشعر الأبيض.
أثر المولدات اللونية على الصحة العامة
- أثناء تطبيق الصبغة يصل منها عرضياً إلى فروة الرأس وأحياناً حدود الوجه والرقبة مع الرأس... وخلال زمان التفاعل الذي يستمر من 30 إلى 50 دقيقة... يمتص الجلد جزيئات من هذه المواد الكيميائية العضوية...
- أعداد هذه المولدات اللونية بالعشرات... ولكل دورها ولونها المميز...
- أثبتت التجارب والدراسات بأن جميع هذه المواد ليست آمنة... ومنها ما هي بسيطة الضرر ومنها ما هي أكثر ومنها ما هي أخطر...
- منها المحسسة عند البعض... لذا صدرت قوانين عالمية تمنع استعمالها من دون فحص تحسس مسبق لها... وتمنع من تطبيقها على شعر مغسول بذات اليوم... وتوصي بتفادي ملامسة جلدة الرأس قدر الإمكان أثناء التطبيق... كما يجب إجراء غسل مبطل للمفعول من بعد انتهاء زمن تفاعل الصبغة على الشعر والحصول على اللون المطلوب... بغية التخلص من جميع أثارها على فروة الرأس...
- ومنها ما هي سامة عند الجميع... فمنع استعمالها نهائياً...
- ومنها ما هي ذات عامل مسرطن... أي أنها تضاعف من احتمال حدوث مرض السرطان عند الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السرطان... فمنع استعمالها نهائياً أيضاً...
- لكن وللأسف فإننا ما زلنا نجد في الأسواق العربية صبغات عديدة تحوي من بين مكوناتها على بعض من هذه المواد الممنوعة عالمياً... من العلم بأن هذه الصبغات مستوردة من ذات المصادر العالمية التي تمنعها حكوماتها عن الاستعمال على أراضيها... ؟!
أثر المؤكسد والأمونياك على الشعر:
ماء الأكسيجين:
- يجعل الشعرة ذات مسام نفيذة (أكثر امتصاصاً وتحتاج وقتاً أطول لتجف)،
- يغير نسبة الكبريت (تخريب الكيراتين، كلما كان عيار ماء الأكسيجين أكثر ارتفاعاً)... التركيز الأعلى المسموح به عالمياً هو 12 % (40 volumes) إنما وللأسف هناك من يستعمل ال 60 وال 90 volumes بهدف تفتيح لون الشعر إلى أقصى درجة ممكنة... لكن على حساب صحة الشعرة !؟)...
- يجعل من الشعرة أقل مقاومة (مقاومة القطع ضعيفة)،
- يُفَتِّح الخضابات الميلانية.
الأمونياك:
- يلين ويضعف السلاسل الكيراتينية،
- يعمل على انتفاخ الشعرة ويؤثر على القشيرة،
- يسهل دخول المواد،
- يعمل على إطلاق الأكسيجين،
- ينظم الـ pH،
- يرفع من نسبة تمطط الشعرة.

ملاحظات هامة:

- اختبار كشف التحسس Touche d'essai
يحتوي مستحضر الصبغة على أكثر من مادة كيميائية عضوية ضارة، وهي يمكن أن تحدث تفاعلاً أرجياً (تحسساً) حاداً عند البعض، الأمر الذي ينجم عنه آفات جلدية مؤذية.
لذا فالمزينة ملزمة بإجراء اختبار فحص الحساسية للتحقق من عدم تحسس الجلد للصبغة المنوي استعمالها.
يجب إجراء هذا الاختبار قبل 48 ساعة من موعد تطبيق الصبغة.
هذا الاختبار إلزامي حتى عند الأشخاص الذين لم يظهروا تحسساً في المرات السابقة...
- يجب تطبيق الصبغة على شعر جاف... لم يغسل قبل 24 ساعة على الأقل: (الزهم يحمي جلدة الرأس من أضرار مواد الصبغة)؛
- التفادي التام لعدم احتكاك شعيرات فرشاة تطبيق الصبغة بجلدة الرأس لأنها قد تخدشها وتزيد من إمكانية امتصاص مواد الصبغة السامة إلى الجلد ومنه إلى سائر الجسم.
- عدم إجراء صبغة أثناء الحمل أو الرضاعة.
الغسل المبطل للتفاعل Le rinçage neutralisant
من بعد انقضاء زمن التفاعل، فإن عملية غسل الشعر بالشامبوهات العادية لا تكفي لإزالة كافة فضلات الصبغة، عن هذا الشعر وعن جلدة الرأس، لذا يجب إبطال مفعول هذه الترسبات الكيميائية الضارة باعتماد الخطوات التالية:
1- الاستحلاب
عملية بسيطة جداً وضرورية.
قليل من الماء الفاتر يكفي لتحرير ناقلات المولدات اللونية وبقاياها وتخليص قشيرات الشعر من هذه الرواسب العالقة بها.
من بعد نثر كمية كافية من الماء الفاتر أو المستحضر الداعم لعملية الاستحلاب على كامل الشعر، تدليك دائري ناعم ولطيف لفروة الرأس حتى الحصول على كريم خفيف وناعم.
من بعد الاستحلاب التام وبدون أي انتظار، شطف جيد وغزير للشعر.
2- شامبوان ملطف وحامضي مخصص لما بعد الصبغة، (قادر على إبطال مفعول الأمونياك وسائر المواد القلوية)…
3- كريم أو مستحضر عناية معززة، (لإعادة إقفال القشيرات، نزع انتفاخ الشعرة، ترميم بنيتها، استعادة تماسكها، وتنعيمها) يحتوي على عناصر مبلسمة:
- مشتقات بروتيينية،
- فيتامينات: (A, E, F, …)،
- لسيتين،
- خلاصات نباتية،
- زيوت ملطفة،
- مفاعل كاتيوني ….
من يحق له تطبيق الصبغة بالأكسدة ؟:
- تطبيقهذا النوع من الصبغات لا يجب أن يتم إلا على أيدي المحترفين.
- المحترف: من يلم إلماماً كاملاً بالأمور التالية:
- مكونات هذه الصبغات: حقيقتها، طريقة عملها، آثارها الجانبية …
- الأهداف الحقيقية من استعمال هذه الصبغات
- مواصفاتها العلمية
- خصائصها وقدرتها
- دواعي استعمالها
- حدود استعمالها
- موانع استعمالها
- أنواع وحالات ومشاكل الشعر المختلفة
- كافة طرق وأساليب تطبيق الصبغة (المتغيرة حسب حالة الشعر)
- معدلات الأكسجين الحقيقية اللازمة (حسب الحالة والأسلوب)
- زمن التأثير الحقيقي لإنهاء الصبغة (حسب كل حالة وأسلوب)
- معرفة أهمية استعمال شامبوان وأو مستحضرات خاصة بإبطال مفعول الصبغة لتفادي الأضرار والآثار الجانبية عن الشعر وجلدة الرأس
- أن يتمتع بقدرات عالية من:
- دقة الملاحظة، الإدراك، التحليل، والاستنباط؛
- البراعة الفنية، الدقة، الخفة والرشاقة في الأداء؛
- الضمير المهني والإخلاص في العمل.
المصدر: موقع خبير التجميل على منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق